مصر بلد الشحاتين

احنا عارفين ان عدد الشحاتين أصبح لا يحصى
لا و لسة قابل للزيادة طول ما الحكومة الذكية شغالة
و مبقاش الغلابة بس اللي بيشحتوا
كل ما تمشي تلاقي شحاتين اشكال و الوان اشي ابيض وايشي اسود اشي اخضر و ايشي برتقالي
( كل لون من دول بيعبر عن وظيفة عادةً )



بعض العلماء و العملاء لديهم ادلة و براهين من أكاديمية البحث العلمي و الشهر العقاري أن الشحاتة اختراع مصري صميم و تمتلك مصر حقوق الملكية الفكرية فيه
فطبيعي أننا نتقدم و نتطور و ننتشر و نترسب و نشتهر و نتفضح بين العباد و البلاد اننا بلد شحاتين
فبلد الاهرامات و النيلة خلاص
بقت بلد الشحاتين



بعد ما كان عادل إمام زمان أيام الفقر بيقول علينا بلد شــــــــــــــــهادات



و طبعي إننا نطور المهنة بعد ان أصبحت مهنة للكسالى و الخارجين عن القانون لانها مش محتاجة فيش و لا أي شهادات
و ساعات بتبقى وظيفة بعد الضهر



و نسمع في بعض الأحيان ان فيه موظفين بتاخد شهر رمضان أجازة لأنه موسم



و انتهى النيو لوك القديم الخاص بالرقــــع و الجرب و الأمراض و العاهات



و انتهت المتسولة ام عيل مابيكبرش و دخلت الواد الجامعة الامريكية



و التغيير و التطور مكنش في الشكل بس
لا
ابسيلوتلي



كمان في الافكار فمثلا الست ام بيض بايظ اللي بتصوت و تلطم عشان لو رجعت من غير البيض او تمنه الناس أصحاب البيض حيعملوها عجة



او الواد بتاع الكوبيات الازاز اللي اتفرتكت منه على الاسفلت و صاحبها شراني



و الأجمل بتوع الجنازة و الميت اللي عليه ديون و يقطعوا قلبك على الميت اللي حيدفن من غير ما يسدد ديونة و سمعنا عن جنازات كتير بعد لم الفلوس اكتشفوا ان الصناديق جواها طوب



و نوع تاني مقزز
الناس اللي معاهم قسطرة بول رغم ان بالعقل كدة اللي عامل قسطرة البول دة ميقدرش يقف على رجلة المدة دي كلها و لا يمشي و لا يجري جري الوحوش في البرية دة بتاتا



شوف انت لو عايز تدخل الحمام و مفيش حمام - رجلك مبتبقاش شايلاك



و نوع تاني خلاق جدأ و موهوب من صغرة
تلاقي طفل صغير قاعد تحت عمود النور و الدنيا بتمطر او في عز الحر و عمال يعمل الواجب يا عيني
ما شاء الله و الولد دة بيكون السبب ان الولاد اللي ماشين مع اهاليهم في الشارع يترنوا علقة موت في البيت
و يسمعوا كلام من نوعية شايف يا حمار اللي عايز يفلح بيذاكر ازاي



و طبعاً عندنا اشكال جديدة منهم بهوات و بشاوات و موظفين و عساكر و كناسين بل و اصبحت الان الشحاتة ديجيتال و كل اللي عليك تفتح صندوق بريدك
و طبعا اللوك القديم لسة موجود حيروح فين يعني
احنا شعب اصيل



و طبعا لما بتدي الناس دي فلوس مش بتديهم عشان صعبانين عليك



لكن بتديهم كنوع من الاعجاب بالموهبة التمثيلية اللي عندهم اللي لولا الحظ كانوا زمانهم خدوا الأوسكار
و بقا عندنا الملايين من جوليا روبرتس و و جاك نيكلسون



و دول الشحاتين الصغيرين
لكن هل فعلاً مصر بلد شحاتين
هل الحكومة نفسها بتشحت



الناس محترة بين ايوة و لا
الناس اللي بتقول اه ( الله و اعلم من الوجع و الا موافقة ) رأيهم سببه أننا بناخد معونات من الدول
و بنقبل إعانات عجيبة
لانهم مثلا مش ناسيين ايام غرق العبارة و غرق الاف البشر معها ان بعض الدول تبرعت بأموال و عبارات
في حين اننا هربنا المدعو ممدوح إسماعيل يغير جو عشان أعصابه



و لا ناسيين ايام أزمة المياه
لما اتبرعت الأميرة التي بترمي المصريين من شبابيك اوضتها في الفندق بزجاجات المياه المعدنية
و هو يرى ان ما تقبله الحكومة ماهو الا نوع من الشحاتة


و مبينساش طبعا الماسورة الام
اقصد المعونة المريكية




و اصبح الشحات هو السمة الاساسية في شوارع المحروسة ( مصر)
و اصبح المنظر المفضل للسائحين هو تصوير اكوام الزبالة و المتسولين بدلا من الاهرامات و البرج
لاننا بنبعت
لهم اثارنا و نعرضها في النضافة عندهم

هما بردو عندهم شحاتة مش احنا بس يعني

بس باساليب مختلفة تماماً عن اساليبنا
يعني عندهم واحد بجيتار بيشحت بمنتهى الانفة
ابو جيتار دة تطور القرداتي عندنا


و شحات معاه علبة صلصة بيلم فيها فلوس
و قاعد جمب الحيطة تديلوا ما تديلوش و لا تفرق معاه اساسا


بس يا جماعة المشكلة عندنا مش في انتشار الشحاتين
و اننا دلوقتي قرفانين منهم
المشكلة في ان لو الحكومة فضلت رشيدة كدة و ذكية
حنبقى كلنا شحاتين قريب