أزمة الغذاء تدق ناقوس الخطر

تعيش دول العالم الآن ازمة غذائية كبري لم تشهدها من قبل‏,‏ واصبح الجوع والفقر شبحين يطلان برأسيهما نتيجة ارتفاع اسعار المواد الغذائية‏,‏ وقد بدأ ارتفاع الاسعار من عام‏2002‏ ولكنه ازداد في الاعوام القليلة الاخيرة وخاصة منذ اغسطس‏2007.‏

لم تصل الازمة الي حد ارتفاع الاسعار فقط ولكن الي حد انخفاض مخزونات العالم من القمح الي ادني مستوي منذ‏30‏ عاما‏,‏ وقد اظهر تقرير صدر أخيرا للبنك الدولي ان سعر القمح في السوق الدولية قفز‏181%‏ خلال الاعوام الثلاثة الماضية وارتفع سعر الغذاء بنسبة‏82%‏ بصفة عامة‏,‏ كما ارتفعت اسعار السكر والزيوت وبالتالي اعلاف الحيوانات والدواجن وبالتبعية اللحوم بكل انواعها والبيض والالبان‏.‏وحذررئيس صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس من سرعة وتيرة ارتفاع اسعارالمواد الغذائية مما يؤدي الي تدمير اقتصاد الكثير من الدول‏,‏ كما اطلق روبرت زوليك مدير البنك الدولي نظرة اكثر تشاؤمية حول موجة الغلاء والجوع في اماكن كثيرة من العالم حاليا معلقا ان اشتعال اسعار المواد الغذائية خلال السنوات الثلاث الاخيرة تدفع بمائة مليون شخص الي السقوط في بئر الفقر‏,‏ وتتزامن تصريحات زوليك مع تقرير لمنظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة ان‏37‏ بلدا في العالم يواجه في الوقت الراهن ازمات غذائية‏.‏ وارجع الكثير من الخبراء اسباب الغلاء وانخفاض مخزونات العالم الي عدة اسباب منها‏:‏ان العديد من الدول لا تتمتع بالامن الغذائي اي انها غير قادرة علي تغذية شعوبها وتعتمد علي الواردات التي تدفع من اجلها اموالا طائلة بالاضافة الي الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات وموجات الجفاف والموجات الحارة التي اثرت علي المحاصيل بشكل كبير‏,‏ الي جانب ارتفاع اسعار البترول وانخفاض سعر الدولار‏.‏وادي تزايد انتاج الوقود الحيوي من المنتجات الزراعية الي تقلص المساحات المزروعة بالمحاصيل التقليدية التي لاغني للانسان عنها‏,‏ ويجب ألا ننسي اهم هذه الاسباب وهي ازدياد النمو السكاني‏,‏ فهناك‏854‏ مليون شخص جائع في العالم و‏4‏ ملايين آخرين ينضمون لصفوفهم سنويا‏,‏ ومن المتوقع ان يصل عدد العالم الي‏9‏ مليارات نسمة بحلول عام‏2050