تأملات سياسية

بقلم‏:‏ جمــال زايــدة


السفارة الأمريكية

لم يكن ينقصنا إلا أن تزرع السفارة الأمريكية نظاما الكترونيا تحت الأرض‏..‏ قال ايه‏!‏ لحماية مقرها‏.‏ من من؟ من الشعب المصري المسالم الذي يستضيف أكبر سفارة للولايات المتحدة في العالم‏..‏ والسبب الذي ساقته نهال رزق الموظفة في السفارة هو تغيير الشكل غير الحضاري المتمثل في المتاريس والحواجز الأمنية حول المقر‏.‏

يا سيدتي نحن لا نريد لا حواجز أمنية وسط السكان المسالمين الذين يعيشون في جاردن سيتي‏,‏ كما لا نريد تلك الأنظمة الالكترونية المعقدة‏..‏ المسألة بسيطة وينبغي أن يجد لها وزير الخارجية أبو الغيط حلا‏,‏ وقد يتجاوز الأمر حدود سلطاته في التشاور مع بعض السفارات الأجنبية المحشورة حشرا وسط التجمعات السكانية بهدف الانتقال إلي مقار جديدة في حي جديد يخصص للسفارات بدون مضايقة الناس العاديين‏.‏ أو قد يكون ذلك ملفا مناسبا ينبغي للسفيرة الجديدة سكوبي التي أثارت تصريحاتها لغطا من واشنطن أن تهتم به‏..‏ ها هي قد وصلت إلي القاهرة وسط تقريظ من سلفها ريتشاردوني ومن رجال الإدارة المتخصصين في شئون الشرق الأوسط‏..‏ لا تحولوا سفارتكم سيدتي السفيرة إلي موضوع للبغض والتقزز‏..‏ سلفك لم يفعل شيئا تجاه تلك القضية واكتفي بالذهاب إلي مولد السيد البدوي وارتياد الحسين ومحاولة التودد إلي المصريين بالتحدث بالعربية بلكنة ثقيلة غير محببة‏.‏

وقد يكون ذلك ملفا مهما لسفير الدنمارك الذي يحشر نفسه وموظفيه في الطابق السادس من عمارة تمتليء بالسكان أطفال وكبار السن‏,‏ جلب لهم اجراءات أمنية اضافية وعرضهم لمضايقات يومية‏.‏

ولا أدري تحت أي مسمي يبرر الدبلوماسيون الغربيون ذلك‏,‏ هل يكتفون بتعليمنا نحن المصريين أصول الحضارة الغربية بما تحتويه من علم وأخلاق بدون أن يبذلوا الحد الأدني من الجهد لمراعاة مشاعر السكان والمدنيين؟

وقد لا يحتاج الأمر إلي أي جهد من وزير خارجيتنا إذا تطوع الدبلوماسيون الغربيون وأبلغوا حكوماتهم بأنهم يسببون النكد للمصريين مع طلعة كل صباح‏..‏ لعل وعسي يستيقظ الضمير الغربي ويتعامل مع شعوب العالم الأخري بنفس القواعد والإجراءات الصارمة التي تطبقها