من السنةالنبوية في التربية الأسرية
( تعلم التقوى في ظل العولمة )إعداد الدكتور: نظميخليل أبو العطا
من المصائب التي ابتلينا بها تصور البعضأن الالتزام بالدين مرتبط بالديار الإسلامية، والتزام الإنسان بالأخلاق مرتبطبوجوده بين المسلمين، وأنه إذا وجد في مكان لا يعرفه فيه أحد يمكنه أن يتحلل منأوامر الله، وهذا ما نلاحظه عند السفر للخارج حيث يخلع البعض الحجاب ويرتدين اللبسالكاشف العادي الضيق المخالف لشرع الله، ويترك بعض الرجال لأنفسهم العنان فيالشهوات , وإن كنا نقر أن للبيئة أثرها في السلوك، وللجماعة أثرها أيضاً لكننا فيظل العولمة نعيش في مجتمع دولي سقطت فيه الحدود , من هنا نحن نحتاج إلى تربية أصيلةتنبع من النفس , وهذا ما أكده رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهدي النبويالتالي:الهدي النبوي في التربية الأصيلة الدائمة:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اتقالله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي.ـ نستنتج من الحديث السابق الهدي النبويالتالي في التربية الأسرية:1ـ تقوى اللهسلوك:الحديث يعلمنا أن نتعلم كيف نجعل تقوى الله سلوك ومنهج حياة ونظاماًثابتاً يستقر في القلب يلازم المسلم في كل مكان في البيت والطريق , والعمل , وأماكنالترفيه، والسفر، والسوق، وهذا ما لا حظه الناس من المسلمين عندما تعاملوا معهمتجارياً في آسيا والسودان ففتحت هذه الديار بسلوك المسلمينالطيب.2ـ التزام مقوياتالإيمان:فالاستقامة تحتاج إلى مجاهدة , والنفس تحتاج إلى صيانة , وهذه الصيانة تتأتى بالصلاة , والصبر , والصيام والزكاة واتباع السيئة بالحسنة، قالتعالى: )وأقم الصلاة طرفي النهار، وزلفاً من الليل إن الحسناتيذهبن السيئات([هود: 114].3ـ صيانة النفس من آثارالذنوب:حتى يلتزم المسلم بالصيانة الدائمة يلزمه أن يتبع السيئة بالحسنة لأنالحسنة تريك آثار السيئة السلبية, فالعبد إذا أذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذافعل الحسنة زالت وإذا لم يفعل ذلك تجمعت النقاط السوداء في قلبه حتى يصبح أسوداًمِرْباداً كالكوز مجخيا ( أي: مقلوبا ) لا ينكر منكراً ولا يعرف معروفاً , من هناأوجب المصطفى علينا ذلك بقوله: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها ).4ـ إشاعة الأخلاق الحسنة:وحتى يعيش المسلم في مجتمع يساعده علىعمل الخير عليه أن يخالق الناس بخلق حسن لتخالقه الناس بالخلق الحسن , وهذا يتناسبمع مصطلح الحديث: ( اتق الله حيثما كنت).5ـ البعد عنالتعصب:فبعض الديانات الفاسدة والمذاهب الفاسدة تفرق في المعاملةبين أهل المذهب وغيرهم)ليس علينا في الأميين سبيل(، وهذا الحديث يطالبالمسلم بالمعاملة الحسنة مع الناس , كل الناس , مسلمهم وكافرهم، بعيدهموقريبهم.6ـ الخلق الحسن من مستلزماتالإيمان:فبعض الناس يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيرهوشره، إيماناً نظرياً كلامياً والحديث يدلنا على أن السلوك الحسن من مستلزماتالإيمان , وهنا ربط الحديث بين النظرية والتطبيق والأوامر والقيامبها.ـ إذاتعلمنا ذلك , وعلمناه لطلابنا في مناهج التربية الأسرية وجعلنا الطالب يعيش مواقفإيمانية حقيقية فإننا نضمن مجتمعاً يلتزم بالتقوى في كل مكان , ويعمل بالأخلاقالحسنة, ويصون نفسه من السيئات بفعل الحسنات