من السنةالنبوية في التربية الأسرية
( حامل المسك )إعداد الدكتور: نظمي خليل أبوالعطامن وسائط الثقافة التي تؤثر في سلوك الإنسان جماعة الرفاق أو الصحاب , وتخافمعظم الأسر من قرناء السوء على أبنائها , وتعاني بعض الأسر من هذا الأمر ولا تعرفكيف تتصرف، من هنا وجب أن تتضمن مناهج التربية الأسرة موضوعات تعالج هذا الأمر، وقدعالجت السنة النبوية المطهرة هذا الأمر بطريقة تربوية معجزة وهذا ما سنوضحه فيالسطور التالية بإذن الله.الحديث النبويالشريف:عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أنيحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه رائحة طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرقثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة ). متفق عليه.نستنتج من الحديثالتربية الأسرية التالية:1ـ بيان أنواع الرفاقوالجلساء:يبين الحديث أنواع الرفقاء والجلساء والأصدقاء فإما أن يكون الصديق صالحاًنافعاً على كل الوجوه كحامل المسك، وإما أن يكون صديقاً سيئاً ضاراً وهذا كنافخالكير وعندما تصنف الأصدقاء يعلم الصديق ماذا سيجني منصديقة.2ـ نفع الأصدقاءومضارهم:فبعد أن يتعلم المتعلم أصناف الأصدقاء والجلساء , يبين الرسول صلى الله عليهوسلم نفع النافع وضرر الضار وفي هذا تربية إيمانيةصحيحة.فالجليس الصالح يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك , ويحثك على الاجتهاد والعملالجاد ومكارم الأخلاق ومحاسنها بقوله وعمله , ويرفع همتك وإيمانك فالهمة والإيمانتتأثران بالبيئة المحيطة بالإنسان فالصحابي قال للصحابي هيّا بنا نؤمن ساعة أي: نجلس في طاعة الله ساعة وأنت على كل حال متنفع بالصالح إما بالرؤية الطبية أوالسماع الطيب أو المسلك الطيب.أما الصنف الثاني جليس السوء وصاحب السوءفهو شر على من خالطه يكون عوناً للنفس الإمارة بالسوء ويضرك في دنياك ودينك ويقللهمتك للعمل والتفوق والنجاح.3ـ التحبيب في الجليسالصالح:ففي الحديث دعوة إلى التقرب والقرب وملازمة الصالح فهو نافع رائحته طيبهوسلوكه طيب وعمله طيب , وهو كمن يجالس بائع المسك إما أن ترى الطيب وإما أن تشمرائحة الطيب وإما أن يهديك أو تشتري منه، وهذا المثل يقرب النفوس وهذا يحبب النشءفي الجليس الصالح.4ـ التنفير من الجليسالسوء:ـ ففي الحديث تنفير من جليس السوء والصديق السيء فهو ضار وحارق ونتن المنظرنتن الرائحة نتن المسلك نتن العاقبة وإذا وعي النشىء هذا المثل نفر من الجليسالسيء.ـتحويل المعنويات إلى محسوسات:فالخلق السيء والخلق الحسن أشياء مجردةالمعنى محسوسة النتائج , وضرب المثل يحول المعنويات إلى محسوسات أي حول السلوكالطيب إلى مسك ورائحة وشراء للطيب، كما حول السوء إلى نار ودخان وفحم ورائحة كريهةوحرق للثياب , وهذا أسلوب تربوي حديث التعلم بضرب الأمثال، والتعلم بالوسائلالتعليمية، والمواقف التعليمية وفي هذا إحداث للتعلم القوي في وقت قصير وأوضحمفاهيم.5ـ استغلال المتضادات فيالتربية:فالمثل يقول: وبضدها تميز الأشياء، فوضع صوره المسك وبائع المسك، ورائحةالمسك وشراء المسك وإهداء المسك، بجوار صورة الفحم والكير والنار والدخان والرائحةالكريهة وتلف الثوب يجسد المعاني كما قلنا ويؤكد عليها.6ـ التعلم بضربالمثل:استخدم المصطفى صلى الله عليه وسلم تعديل السلوك والتعلم بضرب المثل , وهذانوع من التربية يجب التأكيد عليه واتباعه عند إعداد مناهج التربية الأسريةوتنفيذها.7ـ الطبعيُعدي:يؤكد الحديث على أن الطبع يُعدي ويَعْدي , ويجب الفرار من قرين السوء فرارنامن المريض بالأمراض المعدية الفتاكة والمنفرة , وهذا ما أكد عليه الحديث وما يجب أننؤكد في مناهجنا وعند توجيهنا لأبنائنا لأن بعض الطلاب والأبناء يتصورون أنهممحصنون ضد التأثير بأخلاق الصحبة السيئة.8ـ الوقاية خير منالعلاج:ففي الحديث وقاية من الوقوع في مجالس السيئين والتأثر بأخلاقهم , وهذا مبدأتربوي مهم فقد كان الصحابي الجليل حذيفة يقول: ( كان الناس يسألون رسول الله صلىالله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني) وهذا ما يجب أن نعلمهلأبنائنا وطلابنا ومعلمينا أثناء تدريبهم للتربيةالأسرية